ذكريات مع أخربيش ن تمزكيد قديما بأيت توفاوت

الكاتب : SA-MU بتاريخ : القسم : |
وسط البرد القارس في فصل الشتاء وتحت الامطار الغزيرة لايسع المرء ممن عاش بعض سنواته الاولى بايت توفاوت الا ان يتذكر نعمة – اخربيش – … هذا المكان الذي يسارع اليه ابناء أيت توفاوت قديما كلما اشتد عليهم البرد .و أخربيش ليس مجرد مكان للتدفئة و تسخيل الماء بل يتجاوز هذا الى اعتباره منتدى للنقاش و تدارس القضايا و تبادل الاراء و اخر الاخبار بين رجال و شيوخ القرية ، و الجلوس في اخربيش له طقوس خاصة .. فلابد لكل بيت ان يحضر نصيبه من الحطب المخصص لاشعال النار . ثم يجلس الجميع مكونين حلقة حول هذه النار .
إقرأ البقية

مقاومين أمازيغ من ايداوزدوت ضد الاستعمار

الكاتب : SA-MU بتاريخ : القسم : |

من المعلوم  أن بلاد سوس لم  يخضعها الإحتلال الفرنسي كليا إلا في اواخر الثلاثينات  بسبب المقاومة الامازيغية التلقائية للإستعمار الأجنبي البغيض كمعركة أيت عبدالله و معركة أيت باها و إنتفاضات أخرى هنا و هناك ، و لما تجرأ الإستعمار و خلع الملك الشرعي محمد الخامس  في غشت 1953 ثار أمازيغ سوس و قاوموا بكل الوسائل حتى تحقق الإستقلال و عاد السلطان إلى عرشه

 كان عدد من ابناء افيان ادواوزدوت  مشتركين مع ابناء النحيت في العمل الوطني وانخرطوا في عدد من خلايا المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني في المغرب  ، كانوا يساهمون في شراء الاسلحة وتخزينها ثم تقديمها الى منسقي الحركة الوطنية لتوزيعها على الثوار .


ولما شدد الاستعمار عليهم الخناق كان عدد من ابناء افيان الذين يمتلكون السلاح ومخافة استصداره منهم اهتدوا الى خطة لتخزينه حتى يتمكنوا من ايصاله الى المقاومة  ,  يضعونه في لفائف من الباش وعدة اكياس من الشمرتل وينزلونه الى المطفيات المملوئة بالماء لكي لا يهتدي المستعمر الى مكانه . كثير منهم فر  واختبئ في الغابة وكانت نسائهم تزودنهم بالطعام والماء  , ادا وصلن الى المكان المتفق عليه يكمن المقاوم حتى يؤمن الطريق حيث تنادي عليهم ازواجهم باسماء انثوية كفاضمة وعيشة تنادي عليه ثلاث مرات وتقول هلمي الى طعامك واتركي العمل حتى تستريحي تقصد زوجها المختبئ  , اما الاطفال الصغار الحاملين لاسم يحي فقد منع الاستعمار النطق بكلمة يحي وينادونهم ب بوح او اكنو

ادكر بعضا من هؤلاء الابطال وهم العباس بن محمد ومحمد بن الهاشمي والعياشي بن ابراهيم وعثمان بن همو والحاج مبارك بن احمد و الحاج عبد الله بن احمد اموح كان يمتلك مسدسا كبير الحجم وفي يوم الاحتفال بعقيقة ابراهيم بن الحاج محمد اخده رجل خلسة ودهب الى المرقص يرقص ويطلق الرصاص في الهواء مما ادى بالحاج الى اتلافه مخافة استصداره من الفرنسيين

وهناك قولة مشهورة للحاكم الفرنسي كان يقولها لاهل النحيت واسم هدا الحاكم رباص واهل النحيت يقال لهم ادبوا تركين  Tirguine أهل الجمر : القطع المتقدة من النار , يقول الحاكم لهم انتم تركين وانا الرابوص سانفخ عليكم حتى تصبحوا رمادا .الترجمة كنى ايت النحيت تكام تركين نكي الرابوس رايون صوضغ ارد كل تايلم.

أذكر من آيت النحيت الذين إلتحقوا بصفوف جيش التحرير حمد أو الطيب العوفي  و محمد لجماعت من آيت عيسى و علي أو عثمان مجاهد من ساكر   , وهناك رجل ايضا من تلكيست معروف بمساعدته للمقاومين وايوائهم وكانت له مواقف مشرفة في دعم المهاجرين الجدد من ابناء النحيت وكان فلاحا كبيرا يملك قطيعا من الغنم والابقار يسكن منطقة زناتة بعين السبع  يلقب  موريس .

إقرأ البقية

إنتفاضة أيت باها ضد الاستعمار الفرنسي

الكاتب : SA-MU بتاريخ : القسم : |


ا

من الإنصاف للحقيقة والتاريخ أن تقام في كثير من أنحاء المغرب ذكريات لأحداث وطنية ، كمعارك أنوال و الهري والزلاقة وبوكافر الامازيغية ضد الاستعمار وغيرها من المعارك ، التي استشهد فيها رجالات أفذاذ دفاعا عن الدين و الوطن و عن وقيمنا وهويتنا الوطنية والدينية، كما لا ينبغي تجاهل أو نسيان أحداث و انتفاضة ومعارك أخرى كتلك التي عرفتها منطقة أيت باها سنة 1936 نواحي أكادير ضد الاستعمار الفرنسي ، الشئ الذي يدعو إلى ضرورة إقامة ذكرى سنوية إكراما لأرواح شهداء انتفاضة قبائل أيت باها ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم .


فبعد توقيع معاهدة الحماية بين المغرب وفرنسا سنة 1912، لم يتمكن الإحتلال الفرنسي من الوصول إلى عمق سوس إلا في حدود سنة 1936 ، وذلك بسبب مقاومة القبائل الامازيغية السوسية ورفضها لذلك الاحتلال واستعدادها الدائم للدفاع عن الدين و الوطن ، كما حدث بأيت باها خلال الأيام الأخيرة من شهر مارس 1936. لما خرج رجالات تلك المنطقة في معركة حقيقية ضد الاستعمار رغم ضعف عُدتهم ، و سلاحهم الإيمان بالله والإخلاص للوطن، وبين أيدي بعضهم بنادق قديمة من نوع بوشفر والبعض الآخر يحمل العصي أو الفأس أو باقي أنواع السلاح الأبيض، وكان الهجوم في مركز أيت باها على مقر إقامة الحاكم الفرنسي ثم محاولة للاستيلاء على مخزن السلاح بهدف مواصلة الزحف الثوري في اتجاه أكادير التي تبعد عن أيت باها بحوالي 70 كيلومترا، ولكن انتفاضة أيت باها لم يكتب لها تحقيق هدفها الأسمى، ربما لسوء التدبير لعدم دراسة الخطة من كل جوانبها أو عدم توقع الاحتمالات وانعكاساتها وكذا لعدم توفر الإمكانيات الضرورية في مثل هذه القضية .


لقد تزعم هذه الانتفاضة ثلاثة رجالات امازيغ يشهد لهم الناس بالشجاعة والإيمان والوطنية الصادقة، وهم الفقيه سي الحسن البوشواري والشيخ إبراهيم بن سي أحمد المزالي والمجاهد الحوس بن عمر الودريمي، بالإضافة إلى عناصر وطنية امتلأت حقدا على الاستعمار كالحاج عبد الله الولياضي وعثمان الصوابي وسعيد بوالشعر المزالي وغيرهم .


وعندما اختمرت فكرة الانتفاضة ، كانت دعوة الناس للجهاد فتوجهوا من موسم لالة تاعلات إلى ضريح سيدي عبد الله بن سليمان في أيت والياض، حيث تحدث إليهم الحوس بن عمر والشيخ إبراهيم بن سي أحمد وكانت الإنطلاقة من هناك مساء إلى مركز أيت باها .


وكان ما كان من قتل وسفك الدماء، وقبل صباح اليوم الموالي توالت قوات الجنود الاستعمارية من أكادير، وعاشت المنطقة أدق ظروف مأساوية من خراب وفتك وأحكام جائرة وهتك لأبسط قواعد الأخلاق. إذ غرق الحوس بن عمر بمطفية، بينما كبل الشيخ إبراهيم بن سي أحمد برفقة الفقيه سي الحسن البوشواري ووضعا رهن الإستنطاق أكثر من أسبوع. وأعطيت الأوامر بعد ذلك للشيخ إبراهيم بقتل الفقيه فرفض، وأمر الفقيه بقتل زميله الشيخ إبراهيم فرفض بدوره، وأطلقت عليهما طلقات نارية استشهدا في مكان يسمى تاغرابوت وقيل في إيغير نتانوت. كما تم اعتقال مئات من أبناء أيت بها و أيت امزال وأيت وادريم و أيت توفاوت وأيت والياض واشتوكة وتنالت واداوكنظيف حتى أيت عبد الله وتافراوت و إيلالن برمتها ، وزج بهم في غياهب سجون مختلفة. وجرت اعتداءات ونسف المنازل ونزع الممتلكات وانتشر الضيم والظلم. ولقد تناول الأستاذ محمد المختار السوسي رحمه الله في كتابه المعسول، موضوع انتفاضة ايت باها وانتهى الى القول هكذا كانت هذه القضية التي زعزعت القطر السوسي الخ


وبعد،إن من الإنصاف إقامة ذكرى سنوية إكراما لأرواح شهداء أيت باها وإحياء للأمجاد وتخليدا لكفاح أبطال أمازيغ جاهدوا في سبيل الوطن ولأجل إعلاء كلمة الله، وفي ذلك ما يغني الفكر ويجعل أجيالنا الحاضرة والمقبلة على بينة وعلم بتاريخنا الوطني، وما كان لأبنائنا وأجدادنا من مواقف وطنية وبطولية نذكرها اليوم بكل اعتزاز .

إقرأ البقية